المزاح عند اهل السنة
المزاح بین الحلال والحرام
من ذا الذی یرید أن تکون الحیاة کلها عابسة مقطبة الجبین؟ وإذا کان هناک من یریدها کذلک، فمن الذی یطیقها ویرضاها؟ إن الحیاة بغیر مزاح عبء ثقیل قلَّ من یتحمله، ومن هنا قالوا: المزاح فاکهة المجالس.
فما حقیقة المزاح؟ وما مدى حاجتنا إلیه؟ وما موقف الإسلام منه؟ وهل فی ذلک صور عملیة من العصور الإسلامیة الأولى؟ هذا ما سیتضح فیما یلی:
تعریف المزاح:
المِزاح(فی اللغة) بکسر المیم وضمِّها, و معناه: المداعبة, ومن
مترادفاته:الانبساط,والإحماض,والفکاهة,والطرفة,والنکتة,والهزل.
روی أن عمر بن الخطاب-رضی الله عنه-کان یقول لجلسائه:أحمضوا رحمکم الله.أی خذوا من المفاکهات.
وکان ابن عباس-رضی الله عنهما- یقول لأصحابه إذا ملُّوا فی الدرس:حمِّضونا,ومیلوا إلى الفاکهة,فإنَّ النفس تملُّ کما تملُّ الأبدان.
أما المزاح(فی الاصطلاح) فهو:المداعبة التی هی نقیض الجِدِّ, وفیها المرضی وفیها المؤذی.
الحاجة إلى المزاح:
تؤکد الدراسات المعاصرة,أن الإنسان السوی بحاجة إلى الضحک والتبسم,وأن المزاح من أدوات ذلک ووسائله,فهو یمسح عن النفس البشریة الهموم التی تنتابها أو تحل بها,فتشعر بالسعادة والراحة,وتسترد نشاطها وتجدد حیویتها,وتقوى على متابعة أشواط الحیاة بهمة واضحة,وعزیمة أکیدة.
وقد أشار إلى هذه المعانی ما رواه الدیملی وأبو نعیم القضاعی من قول النبی صلى الله علیه وسلم"روِّحوا القلوب,ساعة وساعة".
هذا ومع أن الحاجة إلى المزاح ماسة,لکنها لیست مطلقة ولا عامة,حیث عمل الإسلام على تنظیم هذا السلوک,وضبط حالات المزاح فیها,وتوجیهه إلى البناء لا إلى الهدم,وإلى السمو لا إلى الإسفاف.
وبناء على هذا یمکن للمزاح- عموماً – أن تتعدد أحکامه الشرعیة,حسب ما یلازمه أو یصاحبه من أحوال ومقاصد,وذلک على النحو التالی:
أولاًـ المزاح الحلال:
یرى أکثر أهل العلم:أن المزاح مباح فی الأصل, وهو لا بأس به إذا راعى المازح فیه الحق وتحرى الصدق فیما یقوله، ولم یتخذ المزاح دیدناً له، ومما یدل على ذلک ما یلی:
1- ما رواه أحمد والترمذی وقال حدیث حسن صحیح:عن أبی هریرة-رضی الله عنه – قال:قالوا:یا رسول الله إنک تداعبنا؟قال:"إنی لا أقول إلا حقاً" قال العلماء:معنى تداعبنا: تمزح معنا.
2- ما رواه أبو داود والترمذی وقال:حدیث صحیح غریب:عن أنس –رضی الله عنه-أن رسول الله صلى الله علیه وسلم قال له:"یا ذا الأذنین" یعنی:مازحه,لأن کل إنسان صاحب أذنین.
3- ما رواه أحمد وأبو داود والترمذی وقال :حدیث حسن صحیح غریب:عن أنس –رضی الله عنه-أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله علیه وسلم فقال:احملنی على بعیر,فقال له:"إنا حاملوک على ولد الناقة؟!فقال النبی صلى الله علیه وسلم:"هل تلد الإبل إلا النوق"؟!
وبناء على هذه الأدلة وغیرها، فإن أصل المزاح مباح,إذا کان بما یحسن,من غیر کذب,ولا إفراط فیه.
انقلاب المزاح المباح إلى مندوب أو واجب
من المسلَّم به فی أصول الشریعة أن المباح قد ینقلب إلى مندوب(مستحب)أو واجب إذا صادف مصلحة معتبرة شرعاً ، وهذا ما ینطبق أیضاً على المزاح المباح الحلال,فقد یصیر مستحباً أو واجباً.
أما انقلابه إلى مستحب فهو عندما یلاحظ الإنسان فی نفس جلیسه وَحْشة أو همَّاً أو کآبة أو حزناً,قال ابن حجر والقسطلانی:(إن صادف المزاح مصلحة مثل تطییب نفس المخاطب ومؤانسته فهو مستحب) ویستدل لهذا بما رواه البیهقی وابن سعد-وأصله فی الصحیحین-عن أنس –رضی الله عنه-:أن النبی صلى الله علیه وسلم دخل على أبی طلحة,فرأى ابناً له یکنى أبا عمیر حزیناً,فقال"مالی أرى أبا عمیر حزیناً" قالوا:مات نغره الذی کان یلعب به,قال:فجعل النبی صلى الله علیه وسلم یقول"یا أبا عمیر,ما فعل النغیر"؟ والنغیر:فرخ العصفور.
أما انقلاب المزاح المباح إلى واجب فهو-على سبیل المثال-ما یغلب على ظن الطبیب الثقة الماهر أن هذا المریض لا یشفى مما هو فیه من کآبة أو حالة نفسیة أو عصبیة...إلا بالمزاح. فیتعین المزاح حینذاک,لأن من مقاصد الشریعة المقررة حفظ النفوس والعقول,ومن المعروف أن للوسائل حکم الغایات.
هذا، ولا ینبغی للمزاح المباح أو المندوب أو الواجب أو یخرج على أوصافه وضوابطه وأهدافه الشرعیة.
ضوابط المزاح المشروع:
تشیر کتابات أهل العلم إلى أن للمزاح المشروع-المباح أو المستحب أو الواجب-ضوابط لا یسع المازح ترکها والتحلل منها أو التساهل فیها,ومن ذلک ما یلی:
1- التزام الحق والصدق:وذلک للحدیث الآنف: "إنی لا أقول إلا حقاً".
2- البعد عن الإفراط فی المزاح المباح:وذلک لأن الإفراط فیه یورث کثرة الضحک,وهی تمیت القلب,وتوقع فی الغفلة عن الله تعالى,إضافة إلى ما فی ذلک من مداومة على الهزل الذی یسقط المهابة ویجرِّئ الناس,روى الترمذی وابن ماجه وإسناده حسن,عن أبی هریرة-رضی الله عنه- أن رسول الله صلى الله علیه وسلم قال:(إیاکم وکثرة الضحک,فإنها تمیت القلب)
3- تجنب المزاح المحرک للضغائن والأحقاد:من المعلوم أن المزاح الحق فی بعض حالاته یوصل إلى الإیذاء والخاصمة,کأن یکون المزاح ثقیلاً,أو یثیر نزاعات عرقیة أو محلیة أو إقلیمیة أو دینیة...روى الترمذی وقال:حدیث حسن غریب:عن رسولالله صلى الله علیه وسلم قال: "لا تُمَارِ أخاک ولا تمازحه" والمماراة:المجادلة التی تؤول إلى خصومة,وقد جمع النبی صلى الله علیه وسلم بینهما وبین المزاح فی حدیث واحد,لبیان خطورة المزاح الموصل إلى الأحقاد والضغائن
4- ممارسة المزاح بجمیل القول ومستحسن الفعل، وذلک باختیار الألفاظ الحلوة الجمیلة,والأسلوب اللطیف الذی تتطلع إلیه النفوس وتسعد به القلوب,أخرج ابن عسکر وضعفه عن ابن عباس-رضی الله عنهما-أن رجلاً سأله:أکان رسول الله صلى الله علیه وسلم یمزج؟قال:نعم,فقال:ما کان مزاحه؟فقال ابن عباس:کسا النبی صلى الله علیه وسلم بعض نساءه ثوباً واسعاً,وقال: "ألبسیه واحمدی الله,وجری من ذیلک هذا کذیل العروس"، ففی هذا ممازحة النبی صلى الله علیه وسلم لزوجته ومداعبتها من خلال تشبیهها بالعروس وتذکیرها بأیام البهجة والفرح.
غایات المزاح المشروع وأهدافه:
المزاح صورة من صور المجاملة الاجتماعیة الحقة,والملاطفة المحببة,والمفاکهة المرغوبة,وقد شرع فی الإسلام لأهداف وغایات سامیة منها:
1- الإسهام فی زیادة الترابط الاجتماعی:وذلک من خلال إشاعة جو من الأنس والمودة والألفة,سواء بالقول الحسن أو الفعل الجمیل.روى أحمد والبیهقی وابن حبان وسنده على شرط الشیخین أن زاهر بن حرام کان بدویاً,وکان إذا جاء إلى المدینة أهدى للنبی صلى الله علیه وسلم هدیة من البادیة,فرآه النبی صلى الله علیه وسلم مرة فی سوق المدینة,فاحتضنه من ورائه یکفیه,وقال مازحاً:( من یشتری هذا العبد)؟فعرفه زاهر فقال:یا رسول الله,إذاً والله تجدنی کاسداً,فقال: (لکنک عند الله لست بکاسد)
2- استجماع النشاط وزیادة الاقتدار على متابعة مسؤولیات الحیاة:وقد سبق أن الحیاة لا تخلو من أعباء وانقباض وجفاف,وإنها تحتاج إلى وسیلة للتنفیس والتخفیف,من أجل استجماع النشاط والتقوی على متابعة الکفاح,وهذا معنى قوله:( روحوا القلوب ساعة وساعة)
3-تیسیر الوصول إلى قلوب الآخرین لتسهیل انقیادها:من الملاحظ أن المازح یستطیع بدماثة خلقه دخول قلوب الآخرین وتوجیهها إلى ما یرید بسلاسة ویسر,ورضى وطواعیة.
4-معالجة ضعف القلوب وجبرها,ویتحقق هذا غالباً مع الصغار والعجائز والمرضى والبسطاء والمهمومین من الناس,وهذا ما عبر عنه الإمام الغزالی بالمطابیات,وذکر أن أکثر مطابیات النبی صلى الله علیه وسلم کانت مع الصغار والعجائز والبسطاء من الناس وتقدمت صور ذلک.
5- بعث التدبر الذهنی وتقویة البداهة واستثارة الذکاء:ویلاحظ هذا إذا جاء المزاح بصیغ الکنایة والتوریة والألفاظ الموهمة,وعندما تظهر أهمیة الفروق الذهنیة الطردیة,ومدى نباهة الممزوح معه وتیقظه واستقصائه على الاستدراج والوقوع فی الغلط,وسبقت هذه المعانی فیمن طلب حمله على بعیر,وفی زاهر البدوی.
6- تهذیب الممازح وغیره وتقویم سلوکه,روى ابن السنی بإسناد ضعیف عن عبد الله بن بسر-رضی الله عنه-قال:بعثتنی أمی إلى رسول الله صلى الله علیه وسلم بقطف من عنب, فأکلت منه قبل أن أبلغه إیاه, فلما جئت به أخذ بأذنی وقال(یا غُدر)وفی هذه الممازحة اللطیفة تنبیه للطفل على خطورة الإخلال بالأمانة,وحفز له على تقدیم سلوکه وعدم العودة إلى ذلک.
ثانیاـ المزاح الحرام:
المزاح الحرام:هو المداعبة التی تشتمل على قول أو فعل نهى عنه الشرع ورتب علیه العقاب.وفی ضوء هذا التعریف,فإن من المزاح الحرام ما یلی:
1- ما جانب الحق والصدق,وکان فیه کذب وافتراء,وحکایة لأمور خیالیة غیر واقعیة بقصد إضحاک الناس.
2- ما کان فیه تخویف الناس وإیذاؤهم,قولاً أو فعلاً أو إثارة,وإن کان بقصد الضحک والمزاح والمداعبة.
3- ما ترتب علیه إضاعة حقوق لله تعالى:کالإخلال بالفرائض والانشغال عن ذکر الله وطاعته بسبب حفلة ضاحکة ونحوها.
4- ما ترتب علیه أذى فی المازح والممازح ,سواء کان الأذى نفسیاً أو بدنیاً أو اجتماعیاً,کأن یتضارب المتمازحان أو غیر ذلک أو یسخر الناس من الممزوح معه.
5- المزاح الذی یمس العورات ویتحدث عن الحرمات والأعراض
والأدلة على تحریم هذا من الآیات والأحادیث التی تفید تحریم هذا النوع منالمزاح ومن ذلک ما یلی:
1- قوله تعالى: {یأیها الذین آمنوا لا یسخر قوم من قوم عسى أن یکونوا خیراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن یکنَّ خیراً منهنَّ ولا تلمزوا أنفسکم ولا تنابزوا بالألقاب..}الحجرات 11,وهذه المحرمات المذکورة{السخریة- واللمز-والتنابز}إذا صاحبت المزاح صار المزاح حراماً.
2- روى أحمد وأبو داود والبیهقی:أن الصحابة کانوا یسیرون مع النبی صلى الله علیه وسلم فنام رجل منهم,فانطلق بعضهم إلى سهم معه فأخذه,ففزع الرجل,فقال النبی صلى الله علیه وسلم:"لا یحل لمسلم أن یفزع مسلماً ولو هازلاً"
3- روى أبو الشیخ بإسناد حسن:عن أنس –رضی الله عنه-أن رسول الله صلى الله علیه وسلم قال: "ألا هل عسى رجل منکم یتکلم بالکلمة یضحک بها القوم ,فیسقط بها أبعد من السماء؟ألا هل عسى رجل منکم یتکلم بالکلمة یضحک بها أصحابه,فیسخط الله بها علیه,لا یرضى عنه حتى یدخله النار"؟
صور أخرى من المزاح الحرام:
من هذا النوع:ما یعرف بکذبة(أبریل)وهی من عادات غیر المسلمین وتقلیدهم فیها حرام,فضلاً عما تسببه من أضرار وأمراض ومفاسد.
ومن المزاح الحرام الأعمال الکومیدیة المشتملة على الاستهزاء بعقیدة المسلمین وشعائرهم,قال الله تعالى:{قُلْ أبالله وآیاته ورسوله کنتم تستهزئون}؟ (التوبة:65) ومثلها أیضاً:الرسوم الکاریکاتیریة الفاسدة.
ومن المزاح الحرام :التحدث فیما یمس الحرم والأعراض وحالات الإنسان الخاصة مع أهله والمفاخرة بذلک-وإن کان ذلک حقاً واقعاً-إذا کان یذکر للمزاح وإضحاک الناس,ویدل على هذا المنع عموم ما رواه مسلم من حدیث:" إن من أشر الناس عند الله منزلة یوم القیامة, الرجل یفضی إلى امرأته وتفضی إلیه,ثم ینشر أحدهما سر صاحبه" وفی روایة الأحمر(...فلا تفعلوا,فإنما مثل ذلک شیطان لقی شیطانة فغشیها والناس ینظرون). وفی مسند أحمد أیضاً وفی سنن البیهقی حدیث(الشیاع حرام) قال أحد الرواة:هو الذی یفتخر بالجماع ویشیع خبره بین الناس...
ومن المزاح الحرام:المزاح الساخر من أهل بلد أو محلة أو صنعة أو الذی یؤجج عصبیة عنصریة أو جاهلیة. ومن المزاح الحرام,مزاح الرجل مع المرأة الأجنبیة,ومزاحها مع الرجل من غیر محارمها,لما یؤول إلیه غالباً من معصیة.
ثالثاً ـ المزاح المکروه.
هو المداعبة المشتملة على قول ذمیم أو فعل مستکره لا یترتب علیه عقاب شرعی.وفی ضوء هذا التعریف یمکن عرض بعض صوره ومن ذلک مایلی:
1- الإسراف فی المزاح الحق والاسترسال فیه,فهو یخدش مکانه الفرد ویسقط وقاره ویشعر بسخف عقله وبطر معیشته,وربما جر إلى الکذب وآل إلى المخاصمة والوقوع فی الحرام.
2- المزاح مع من لا یتقبله:وذلک لما یترتب علیه من ضیم وإحراج,وربما أحزن القلب وأخرج عن الحشمة والآداب الاجتماعیة
3- المزاح بکلام مستکره الفحوى والمضمون:کالتعریض بالعورات والأشخاص ولوکان موضوع المزح حقاً واقعاً
4- اتخاذ المزاح الحق مهنة,وسبق بیان أن المزاح الکاذب حرام قطعاً,أما المزاح الحق فهو مکروه إذا اتخذه الإنسان دیدناً له وأسرف فیه,ولو على سبیلالمهنة,فضلاً عن أن هذا العمل غیر منتج اقتصادیاً,بل هو بطالة مقنعة وأرى أن هذا یشمل ما یسمى بالرسوم الکاریکاتیریة والأعمال الکومیدیة التی لیس فیها افتراءوبهتان وکذب.
أدلة ذم المزاح المکروه: من أدلة ذم المزاح المکروه ما یلی:
1- الآیة:{والذین هم عن اللغو معرضون} (المؤمنون: 5) ومن الواضح أن الاسترسال فی المزاح الحق والإسراف فیه وبه من وجوه اللغو,لضیاع الوقت بغیر فائدة ونفع.
2- حدیث الشیخین"...ومن کان یؤمن بالله والیوم الآخر,فلیقل خیراً أو لیصمت".
3- حدیث الترمذی وهو حسن غریب:" لا تکثروا الکلام بغیر ذکر الله,فإن کثرة الکلام بغیر ذکر الله قسوة للقلب القاسی"وهو ینطبق على کثیر من حالات المزاح المکروه
4- قول الصحابی سعید بن العاص- رضی الله عنه-(اقتصد فی مزحک,فالإفراط فیه یذهب البهاء,ویجرئ علیک السفهاء).
وهکذا یتضح مدى اعتدال وواقعیة أحکام الإسلام وشرائعه,حیث أباح للنفس البشریة صور المزاح التی تخفف عنها أعباء الحیاة,وتمسح عنها الهموم,وتجدد لها النشاط والحیویة وتوثق عرى الصلات الإنسانیة,وتؤدی أهدافها التربویة والاجتماعیة,بعیداً عن الإساءة والظلم والافتراء ,وإضاعة الحقوق والفظاظة مع الناس,أو إهدار الوقت فی نشاط هدام غیر منتج. وصدق الله العظیم:{ إن هذا القرآن یهدی للتی هی أقوم}(الإسراء: 9)
*أ.د.حسن عبد الغنی أبوغدة*
أستاذ الفقه الإسلامی والسیاسة الشرعیة بجامعة الملک سعود ویمکنک زیارة صفحته على شبکة الإنترنت من خلال الرابط التالی:
http://fiqh.islammessage.com/NewsDetails.aspx?id=4217